بدم قلبي كتبت لك..!؟
تمضي الأيام والسنون دون توقًف..وتتسارع فيها الأحداث متجاهلة الآثار التي تورثها على قلبي الصغير ..
فمع غياب شمس كل يوم تختلف نظرتي للحياة ..ويكبر فيها أملي وألمي ..فلا أجد أمامي سوا ذاك الصدر الحاني الذي يغمرني بالدفء ويبعدني عن دوامة الحياة المؤلمة ..
فأنا مازلت الفتاة الصغيرة التي لا تستطيع تحمل ما تواجهه من آلام وجروح ..
ففي ذلك الصدر وجدت الطمأنينة عندما خفت، والراحة عندما تعبت..
في ذلك الصدر وجدت المشورة عندما احترت,,كانت روحه دائما بقربي عندما احتاجه..
ومرت بنا الأيام ..
وبينما كنا نتقاسم فرحة العيد سوياً..كنت أقبّل رأسه الحاني
وأمسك بيده كي أشعر بالأمان ..
كان يرمقني بابتسامته التي لطالما أيقظت بداخلي الفجر من جديد..
وفي الغد استيقظت من نومٍ فيها. بأمي تخاطبني بهلع وروع وتشير نحو ذاك القلب الحنون الذي لطالما عشت فيه عالما آخر دخلت حجرته لأرى جسداً ممتداً ...مختلفاً عن كل مرة أراه فيها ..
وقفت أمامه منتظرة ابتسامة الرضا.. لكن لم يفعل.. اقتربت منه أمسكت بيده..فلم أجده يمسك بيدي ..
وضعت راسي على صدره فلم أجده يمسح بيده الحانية على رأسي..
لم أجد شيئاً سوى عينان شاخصتان نحو السماء,,حتى صوت تلك النبضات غاب عن مسمعي..تفجرت دمعاتي على خدي ..وهي تناجيه ..أبتاه .. هل ما أراه الموت؟؟وهل هذه علامات الرحيل؟؟
أبتاه.. ألم نتعاهد على أن نحيا سوياً.. على ألا تدعني وحيدة أقاسي الحياة المؤلمة..
ألم نتعاهد على أن تشاركني الآلام
والدموع..والفرح والجروح..
أبتاه ..
لم تركت قلبي يتيماً .. لم رحلت ولم تخبرني برحيلك .. كي أغمس قلبي في حنايا صدرك,,كي أعتذر عن تقصيري معك,,كي اقبّل يديك وأبكي عند قدميك,,
كي اعبر عن كلمة لطالما ضممتها في صدري ..أبتاه ..
لطالما تمنيت أن أقول لك أني أحبك.. وذهبت ولم أقلها لك ..
أبتاه ..
إني أحبك ..أحبك....وسأظل أحبك إلى الأبد ...
تودعنـــــــي وأنا ضايق ودمعي بلل الأكمام..
عسى ليلة وداعك ما يعيد الوقت ماضيها..
ترى لو طول غيابـك أحس بساعـته أعوام ..
أحس البعد مايرحم وأقوم أحسب ثوانيها..
مدامنَك خذيت أغلى شعوري وأصدق الإلهام ..
تعال وخذ معك روحي ترى لا غبت مابيها ..